حاتم عبدالرحيم
نظمت شركة القلعة حلقة نقاشية تحت عنوان “إنتاج الهيدروجين الأخضر والميثانول الأخضر الحيوي من الكتلة الحيوية”، ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) الذي انطلق بمدينة شرم الشيخ، ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري بحضور 197 دولة من أجل مناقشة سياسات واستراتيجيات مواجهة الأضرار الناجمة عن التغييرات المناخية.
تم عقد الجلسة النقاشية بحضور الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة والتطور الحضاري والعشوائيات السابقة، والدكتور هشام شريف، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة إيكارو، بالإضافة إلى نخبة من كبار المسئولين والخبراء الدوليين، ورجال الأعمال وخبراء القطاع الصناعي. ناقش المشاركون أهمية توطين صناعة الهيدروجين الأخضر، ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً وأن الهيدروجين الأخضر صار أمل العالم كبديل نقى للوقود الأحفوري نظراً لأنه لا يصدر عنه أي غازات ملوثة للهواء، ولا يصدر عنه الغازات الدفيئة.
وتعمل الدولة جاهدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث أن توطين مشروعات الهيدروجين الأخضر يتسق مع توجهات الدولة الرامية نحو تحقيق التنمية المسـتدامة في إطار رؤية 2030، والتي تركز على الهيدروجين الأخضر كعنصر اقتصادي ومصدر وقود خالي من الكربون. كما تم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاواط بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لإنتاج 15 ألف طن من الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة لإنتاج ما يصل إلى 90 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، لتكون مصر ضمن الدول الأوائل عالمياً في الاعتماد على ذلك النوع من الطاقة، كما أنها تستهدف التصدير أيضاً.
أكد الدكتور هشام شريف أن الوقود الحيوي المتمثل في (الهيدروجين الأخضر، والميثان الحيوي، والميثانول الحيوي، وغيرها) يظل مصدر طاقة نظيفًا ومستدامًا وبأسعار معقولة، حيث يؤدي استخدام هذه الوقود الحيوي إلى إبطاء التدهور البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. كما أن تطبيقات الوقود الحيوي لديها القدرة على تقليل ثاني أكسيد الكربون وتخفيف الكربون، موضحاً أن توافر الطاقة النظيفة والوقود بكميات كافية وبأسعار تنافسية من حيث التكلفة هو التحدي الأكبر الوحيد لإزالة الكربون من عمليات سلسلة التوريد العالمية. كما أن الميثانول الأخضر يمثل الحل الوحيد الجاهز للسوق والقابل للتطوير للشحن اليوم، مشدداً على ضرورة زيادة الإنتاج من خلال التعاون عبر النظام البيئي في مصر التي تنفرد بمقومات مثالية لإنتاج الطاقة المتجددة وتطمح لأن تصبح رائدة عالميًا في سلسلة قيمة الطاقة الخضراء.
وقال دكتور شريف “إن الشركة المصرية لتدوير المخلفات البلدية الصلبة “إيكارو” التابعة للقلعة تمتلك الريادة في إنتاج وتسويق كميات كبيرة من الكتلة الحيوية المضغوطة وتقديم خدمات المعالجة والتخلص من المخلفات البلدية الصلبة ومشروعات الإدارة المتكاملة للمخلفات الزراعية. كما تعد أكثر الشركات خبرة في إدارة المخلفات البلدية الصلبة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تميزها في تصميم وتصنيع وتركيب وتشغيل وصيانة مرافق معالجة النفايات الصلبة البلدية، وتصميم وبناء وصيانة ومتابعة مدافن النفايات الصحية والخطرة من خلال 85 مرفق لاستعادة المواد، و13 مكب نفايات تم تشييده هندسيًا، وأكثر من 500 ماكينة إعادة تدوير مُصنَّعة، وأكثر من 700 من ماكينات إعادة التدوير الموردة.”
واستعرض رحلة شركة إيكارو التي تمثل نموذج ناجح في إنتاج الكتلة الحيوية المستدامة، حيث أسست الشركة في عام 1995 مشروع سماد تجريبي بمنطقة الزبالين بالإسكندرية، وفي عام 1997 نفذت أول منشأة سماد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ASW في المنيا بصعيد مصر. وفي عام 2001 أنتجت أول طن من السماد من النفايات الصلبة البلدية في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القطامية شرق القاهرة، وفي عام 2007 تم التعاقد مع جهاز شئون البيئة لجمع ومعالجة قش الأرز بالدلتا للقضاء على السحابة السوداء، وفي عام 2009 تم توريد أول طن من RDF من النفايات الصلبة البلدية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جنوب القاهرة إلى أفران الأسمنت. وفي عام 2012 تم اعتماد مشروع جنوب القاهرة لمعالجة وطمر النفايات، وفي 2022 تم الوصول إلى معدل تحويل 22٪ من النفايات الصلبة البلدية في منشأة AGA بمحافظة الدقهلية.
كما أكد أن استراتيجية عمل إدارة الكتلة الحيوية بشركة إيكارو تمثل قصة نجاح حيث يبلغ إجمالي التجميع السنوي والنقل والمعالجة للمخلفات الزراعية (BIOMASS) 750 KT، و350 KT للوقود البديل الذي يتم توفيره سنويًا لصناعة الأسمنت (23٪ معدل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقابل الوقود الأحفوري)، و150 KT يتم توفير الكتلة الحيوية السنوية إلى MDF – المواد الأولية للحيوانات – صناعات اللب والورق، و120 KT إنتاج السماد السنوي، مشيراً إلى أن إيكارو تمتلك خطة لتطوير إدارة الكتلة الحيوية بحلول 2026 لتصل إلى 1500 TK قدرة التحصيل السنوية، و600 من المواقع السنوية قيد التشغيل، وأكثر من 3 آلاف مُعدة قيد التشغيل، والوصول بإجمالي القوى العاملة لأكثر من 8 آلاف على أن يكون 80% منها من الشباب والنساء.
الهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالي من الكربون ومصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة، والهيدروجين الأخضر من أهدافه حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري لكونه يعتمد إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.
ولقد نجحت الحكومة المصرية في توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لإنشاء مشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة من الرياح والشمس، إضافة إلى إقامة مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على هامش استضافة مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27 . وتعمل الدولة على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، رغبةً منها في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل ما تمتع به مصر من معدلات سطوع شمسي مرتفع، ومتوسط سرعات رياح يسمح بإنشاء مشروعات تساهم في خفض تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية بصفة عامة، والطاقة المتجددة بصفة خاصة، إضافة إلى دخولها كعامل مساعد لتحسين مستوى إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء.